أنا العالم …أنا المرجع …انا المدير …أنا أو لا أحد
هذا هو الشعار الذي لا زال يرفعه وزير التجارة السيد عمر الباهي الذي منذ توليه وزارة التجارة لم يباه و لو برقم واحد ايجابي لسياسته المتعثرة .
وجب التذكير أنه من منطلق الزمالة و الصداقة التي تربطه برئيس الحكومة وقع تعيين الباهي على رأس وزارة ذات أهمية قصوى للاقتصاد التونسي و لها موقع حساس دون أن تكون له أي مؤهلات فهو خريج معاهد فلاحة و ليس له أي تجربة في الميدان الاقتصادي لا من قريب و لا من بعيد.
وزير الصدفة غاضه أن يكون بعض إطارات إدارته و بعض منظوريه من خريجي المدرسة الوطنية للإدارة يبدعون و يناضلون بأتم معنى الكلمة من أجل الرقي بالمرفق العمومي .
فيا حسرة على أيام كان يتباهى الوزير بمردود منظوريه و يجازيهم و لو بكلمة خير لكن العكس هو الذي أصبح شائعا .
سبب كلامي هذا ما أتاه الباهي و ليس فيه من البهاوة شيء بل هو اعتداء على المرفق العمومي و تكريس لمبدأ حزبي قبل بلدي و مصلحتي الشخصية قبل كل شيء. و إلا كيف نفسر التحوير المبهم الذي أتاه في أواخر الأسبوع بإقالة النقطة المضيئة في وزارته و التي أجمع كل الملاحظين على الأداء الممتاز و الاستثنائي للوطني الغيور السيد طارق بن جازية الذي قدمه منذ توليه رئاسة المعهد الوطني للاستهلاك؟
لعلكم استأنستم سادتي بوجه يطل عليكم من حين الى آخر يمدكم بالنصح و يعطيكم المعلومة الصحيحة. لعلكم شاركتم في عديد اللقاءات العلمية و تابعتم المنابر الاعلامية و اطلعتم على البحوث و الدراسات الشفافة و طبعا تابعتم العمليات و الومضات التحسيسية التي أتت أكلها.
ذلك ما لم يستسغه الوزير الصديق لرئيس الحكومة. إذ كان على بن جازية أن يحذو حذو المتملقين و المتقاعسين و المنافقين . لكن للأسف فالسيد من معدن نفيس حافظ على استقلاليته و لم يكن إلا في خدمة الوطن بعيدا عن الحسابات السياسية
أكثر من هذا اعتمد وزير الصدفة التضليل حتى في طريقة الاقالة إذ أن عديد الزملاء كان عليهم الاتصال بمصالح الاعلام أو بالمعني بالأمر حتى يتيقنوا من الخبر الصحيح.
و يقيم الدليل السيد عمر الباهي أنك إذا أردت النجاح و الاعتراف بقدراتك فما عليك إلا التملق و الانضمام لحزبه و عدم البروز.
و أخيرا سيدي الوزير لا تخرج علينا بمقولة الرجل المناسب في المكان المناسب لأن الضحك على الذقون لم يعد واردا مع شعب قطع مع منظومة المغالطة .
و يبقى الخاسر الوحيد المستهلك التونسي…