مثلت سبل تعزيز مختلف أوجه التعاون التونسي الايطالي والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وخاصة تطورات الأوضاع في ليبيا، أهم محاور جلسة العمل التي جمعت الثلاثاء 30 أفريل 2019 بمقر الوزارة، وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي بنظيره الإيطالي أنزو موافرو ميلانازي الذي يؤدي زيارة عمل إلى تونس بمناسبة انعقاد الاجتماع الأول للمجلس الأعلى الاستراتيجي للتعاون التونسي الإيطالي.
وأكد وزير الخارجية بالمناسبة تطلع تونس إلى تعزيز علاقات التعاون مع الجانب الإيطالي في كل المجالات على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف في إطار الاتحاد الأوروبي، معبرا في هذا الصدد عن أمله في الحصول على دعم إيطالي قوي لتونس لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي في أفق مجلس الشراكة بين الطرفين المزمع عقده خلال منتصف شهر ماي القادم، وانطلاق المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق “أليكا” وحول آفاق العلاقات بين الجانبين بعد سنة 2020.
كما نوه بنجاح الاجتماع الأول للمجلس الأعلى الاستراتيجي للتعاون بين البلدين، داعيا إلى إحداث آلية لمتابعة تنفيذ مخرجات هذا الحوار على مستوى وزارتي خارجية البلدين والإعداد للمجلس القادم المزمع عقده بروما.
ولفت الوزير إلى اهمية تعزيز العمل المشترك للتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، مؤكدا في الآن نفسه على ضرورة التوصل إلى اتفاق حول الهجرة المنظمة يفتح آفاقا جديدة أمام الشباب من حاملي الشهائد العليا بعد ملاءمة تكوينه مع متطلبات سوق الشغل، مذكرا بأن إرساء تعاون في هذا المجال بين البلدين كان من أهم محاور الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي سنة 2016 إلى إيطاليا روما.
ومن جانبه، عبر وزير الشؤون الخارجية الإيطالي مجددا عن استعداد بلاده لمزيد دعم علاقاتها التاريخية والإستراتيجية مع تونس ومساعدتها على مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية والأمنية الراهنة وعلى إنجاح مسارها الديمقراطي.
وأضاف أن منتدى الأعمال التونسي الايطالي الذي تم تنظيمه بمناسبة انعقاد المجلس الأعلى الاستراتيجي مثل رسالة قوية على عزم رجال الأعمال الإيطاليين دعم الاستثمار في تونس وخاصة في مجالات البنية التحتية والفلاحة والطاقة.
ولدى التطرق إلى مستجدات الوضع في ليبيا دعا الوزيران إلى الوقف الفوري للاقتتال وإلى استئناف المسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى حل سياسي توافقي شامل للأزمة الليبية تحت رعاية الأمم المتحدة بعيدا عن التدخلات الاجنبية، مؤكدين على أهمية مواصلة المشاورات والاتصالات مع مختلف الأطراف الليبية للدفع نحو العودة إلى طاولة الحوار والتفاوض.