في الماضي القريب كانت الصحف و التلفزات تفرد أركانا و مساحات لنشر و عرض الاخبار التي تبدو غريبة و في السنوات الأخيرة أصبحت صحفنا تتحف القراء بأخبار جد غريبة أي أنها من النادر جدا أن تحدث و قطعا مع حرية التعبير و التمسك بهذه الحرية لم نعد نعلم الحقيقي من التأليف و التلحين خاصة و أن الجهات المعينة مهما كان الخبر غير عادي فهي لا تهتم بينما الواجب يفرض فتح تحقيق لمعرفة سر ذلك الخبر.
و في يوم الأربعاء 13 سبتمبر طالعنا في الصفحة الاولى من جريدة يومية و بالخط العريض ( في مطعم شهير بالمنار “شاورما” بلحم القطط و سفبر أجنبي يتدخل لإغلاق الملف) و يحمل الخبر علامتا استفهام ( شاورما بلحم القطط و تدخل سفيرمهما كان عربي أو اجنبي) أي أن الخبر يتطلب رد فعل رسمي لأن مثل هذا الغش خطير جدا ثم ما معنى تدخل سفير أجنبي لإغلاق الملف؟؟ فأصل الخبر كان قبل النشر يتطلب تحقيقا معمقا لإبراز كل جوانبه لأنه من السهل في مرحلة “حرية التعبير” نشر أي خبر مهما كان خطيرا ثم و في أحسن الحالات يتم تكذيبه هكذا بكل بساطة و يغلق القوس و كأنه لم ينشر.
لا ينفع مجرد التكذيب بل لابد من معرفة الحقيقة الناصعة إن أردتم احترام بلاغاتكم و توضيحاتكم لأن قداسة “حرية التعبير” تتطلب الاخلاص و الصدق لأن اللهث وراء الأخبار الصادمة تفقد أصحابها الثقة و الاحترام إلى جانب الآثار السلبية التي تلصقها بالمجتمع و في مثل هذا الموقف فإن كل الأطراف مورطة و خاصة السلطة التي لا يمكن أن تبقى مجرد متفرج لأن السلبية في رد الفعل تشجع على المضي في الاستهتار و تقتصر مطالب الناس على معرفة الحقيقة و لابد من وضع حد للاقتصار على نشر أخبار غريبة و صادمة بدون التعمق في مختلف جوانبها لأن “حرية التعبير” لا يعني الاستخفاق و الاستهتار .
و لا ننسى أن سمعة البلاد في الميزان فهناك الغش و يتم في حي استقراطي ثم ما معنى تدخل سفير أجنبي لفائدة الغشاش أو المتهم بالغش؟ هذا كلام جد خطير .
محمد الكامل