من المفروض ان يكون للبرلمان في ظروف بلادنا صورة مضيئة للغاية تعطي للمجتمع شحنة قوية ترفع المعنويات و تدفع لمزيد البذل و العطاء .. و لكن يظهر أن تلك المجموعة فهمت رسالتها بأسلوب خاطئ يغلب عليها الطمع و التسيب التام من جميع الزوايا …
فمنذ المجلس التأسيسي السئ الذكر بدأت علامات زرع بذور اليأس و الكذب و النفاق و تصفية الحسابات مع الماضي و خاصة الطمع و النهم على المجانيات و الكسل و مضيعة الوقت و محاولة التلاعب في النقاش و بدل سنة تواصلت المهزلة ثلاث سنوات و النتيجة النهائية محل أخذ و رد و نقاش و جاء البرلمان و حلمنا بأن القوم استخلصوا العبر من الماضي القريب و اتضح منذ البداية أن الوهم مجاني لأن الشعب وجد نفسه أنه لا سبيل الاعتماد على من انتخب لأنهم أبعد ما يكون عن مصلحة البلاد و هموم الشعب
في البداية هناك مبالغة في الغيابات فالكراسي جلها شاغر و كم من جلسة ألغيت بعد أن مل من حضر الانتظار .. وو جهت سهام السب و الشتم و الاستهجان و التهكم على النواب المحترمين و بقيت القلوب من حديد جامدة و سرى المثل السئ في المدارس و في الإدارات و بعض المؤسسات و المعامل و كل عبارة نقد تواجه بأنظر إلى نوابكم و أحيانا حتى من حضر تجده يتجول بين المقاعد او يتلاعب بالهاتف أو يحكي مع زميله ..
و العلامة السيئة الأخرى تزول مستوى النقاش و التخاطب عند بعض النواب إلى الاسفل و إلى قاع الانحدار … مع عبارات سوقية تافهة خاصة ببعض المقاولين الاختصاصيين في قذارة الخطاب حتى أن المتتبع للجلسات يعرف اتجاهات البعض و يأسف للمستوى المنحط لنواب من المفروض أن يساهموا في بعض خطاب صالح للنقاش و للأخذ و الرد ..
و لا ننسى أن الجلسة الاولى طبعت بمحاولة ارباك و تخريب تمثلت في مسرحية دخول غريب مكان “نائب مريض” و كادت الحيلة أن تنطلي على الأمن و مع ذلك تم دفن الجريمة و لم يقع التعمق في التحقيق و اثارة الرأي العام الذي يريد الحقيقة العارية .. لأن خيوط المؤامرة كانت واضحة و لذا من خطط و نفذ ؟؟
و نبتهل إلى الله عزوجل أن يستقيم القوم في المستقبل و يقتنعوا بأن البقاء الله وحده و ماوقع يوم 13 سبتمبر يندي له الجبين و يجلب العار إلى المهرجين الذين انحدر مستواهم الاخلاقي إلى أسفل السافلين حتى أن كبار البهلوانييين فقدوا الرشد و نزلوا الى أرضية القاعة و هم في حالة هستيرية قصوى بين الارتعاش و الهذيان.
محمد الكامل