لاقت جل الحفلات الصيفية التي قدمها أجانب أي غير تونسيين نجاحا بين الساحق و العادي و لكنه اقبال يرضي الفنان الذي يشعر في أعماقه أن هناك من يشاهده ..
وجوبه هذا النجاح الواضح بالكثير من التبرم من طرف بعض الفنانين المحليين وكالوا التهم الباطلة لجماهيرنا و وضعوا أنفسهم في خانة الضحايا و المساكين.
و قبل الولوج إلى صميم الموضوع لابد من التذكير أن البشر و بصفة لا ارادية يحن إلى الاطلاع على من لا يعرفه عن كثب خاصة إذا كان سمع عنه بعد المدح و بدون الغوص في صميم القضية هل إن ذلك المحتوى أحسن من الآخر أم العكس لابد من الملاحظة أن الفنانين في بلادنا أصبحوا مثل النشرة الجوية في الاذاعات و في التلفزات بل إن البعض اختار التنشيط و أصبحت صورته أو صوته لا يفارق الشاشة و لا المذياع … و لذا كيف تطلبون من هواة السهر السعي إلى مشاهدتهم مرات اخرى … ثم لا ننسى أن الظهور المتواصل يخدم الفنان عندما يقدم عملا مبتكرا جيدا كما يصنع له صورة سلبيا عندما يسيء التعامل مع الظهور المباشر و يقدم نموذجا لا يعجب الناس …
و قضية كثرة ظهور الفنان للجمهور قضية معقدة للغاية عرفتها السينما منذ الماضي البعيد و إلى اليوم هناك خلاف جذري بين الطرفين و لو أن التجربة المادية كشفت أن الفنان “البحبوح” صاحب القبول الحسن و الفن الراقي يعشقه الجمهور بينما هناك من الفنانين الأحياء نسيهم الناس و الدنيا
حظوظ و فيما يهم المهرجانات لا يمكن لأشباه الفنانين القاطنين ببعض التلفزات أن يهتم بهم الجمهور و أتساءل بكل جدية هل لظهورهم على الشاشة قيمة ؟؟
محمد الكامل