بعد الحملة التي أثارها مواطنون وجمعيات بولاية توزر حول تأثيرات مياه مغاسل “شركة فسفاط قفصة” بمنطقة المظيل ، حيث تناول فيديو على الفايس بوك مقاطع حول موضوع الكارثة البيئية بوادي القويفلة ووادي المالح واستغلال شركة فسفاط قفصة لها منذ
20 سنة إلى جانب وجود العديد من المناطق الريفية المحاذية للوادي تضررت في السنوات الأخيرة بعد كثرة الأمراض بـ ” عمادة شاكمو ” وواد السهيلي من معتمدية حامة الجريد، ومن اخطر هذه الأمراض نذكر سرطان الثدي والعديد من الأمراض الجلدية، فقد تلوثت المائدة المائية بشكل كامل لتصبح تلك المناطق أرضا بورا كما أصيبت الحيوانات بأمراض مختلفة واختفاء الحيوانات الصحراوية إضافة إلى إصابة المواشي بالأمراض التي تسببت في موت أكثرها.
ولم تمر على نشر الفيديو إلا ساعات بعد كشف الكارثة البيئية التي تسببت حسب السكان في واد السهيلي من ولاية قفصة والعودية والظافرية وشاكمو من ولاية توزر في فقدان 550 رأسا من الإبل في مرعى العودية منذ سنة 2009 بسبب تلوث الأراضي بمخلفات الفسفاط، حتى أكدت الشركة أنها سبق وان قامت بدراسة أثبتت عدم وجود تأثيرات لهذه المياه على الوضع البيئي موضحة أنها ستعيد مجددا إجراء دراسة ثانية في هذا الشان، إضافة الى أنها ستنفذ مشروعا يتمثل في تحويل مجرى هذه المياه للطرف الأيسر على مستوى وادي ثالجة لحماية الطريق الوطنية عدد 3 وجسر وادي القويفلة.
وبدوره تحوّل والي توزر على عين المكان لكنه نفى ما تداوله الموقع الاجتماعي حول نفوق الإبل بالجهة في الفترة الأخيرة بسبب المياه المتأتية من مغاسل شركة فسفاط قفصة بوادي السهيلي, وأوضح أن حادثة نفوق الإبل بالجهة تعود إلى سنة 2010 نتيجة غرق عدد منها في الوادي المذكور جراء تراكم الأوحال التي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في الوادي بشكل أصبح يهدد البنية التحتية لقنطرة القويفلة الموجودة على مستوى الطريق الوطنية رقم 3 الرابطة بين توزر وقفصة.
وأضاف أنّ مصالح الأمن والتجهيز بالولاية اتصلت به منذ أسبوعين وأعلمته بالارتفاع الكبير لمنسوب الماء والطّين على مستوى جسر واد القويفلة بالطريق الوطنية رقم 3 فقام في الابّان بزيارة ميدانية لمنطقة القويفلة ليتأكد من ذلك فاتصل بوزير التجهيز ووالي قفصة والرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة ومسؤوليها وانطلقت أشغال تنظيف الوادي في مرحلة أولى، كما أعلمه مسؤولو شركة فسفاط قفصة عن وجود مشروع لدى الشركة يشتمل على ثلاث مراحل لتغيير مجرى الوادي وإنجاز ما يشبه البحيرات لتجميع الطّين وإحداث قنطرة كبيرة تمرّ عبر الوادي لحماية الطريق وإنهاء هذا الإشكال الذي راجت حوله مسائل تتعلّق بالبيئة، وهو كلام عام ليست به إثباتات ويمسّ بالأمن العام والهدوء حسب قوله، وأخرى فنية واضحة ومتفق عليها وتتعلّق بسلامة الطّريق فهناك منسوب كبير للطين ناتج عن قلّة المياه في فصل الصّيف واشتداد الحرارة والتبخّر السريع للماء.
ويقترح المتابعون للوضع المأسوي توثيق الأضرار بملف علمي، تحاليل لعينات من التربة والمياه والغطاء النباتي الطبيعي وشهادات من أصحاب القطعان المتضررة من آثار المياه الملوثة مدعمة بوثائق وتقارير مسلمة من الأطباء البياطرة بالجهة وإلزام إدارة البيئة والفلاحة بتوزر بتوثيق الأضرار في ملف مستقل، ومع التشكي الإداري والقضائي لدى الجهات المختصة ومتابعة سير الملفات وتقديم قضايا في المسألة.
محمد المبروك السلامي