في إطار الاتفاقية المبرمة مع وزارة التربية، وضمن المهام الموكولة إليه بالفصل 2 من القانون المحدث للمعهد الوطني للاستهلاك في تنمية إعلام المستهلك وتوجيه وترشيد سلوكه الاستهلاكي، واصل هذا الأخير في تنظيم قوافله الوطنية لعدة مدارس بهدف تربية الناشئة على الاستهلاك، وحطّ رحاله هذه المرّة بمدرسة حي حسّان الدندان منوبة، حيث وقع تحسيس تلاميذ السنتين الخامسة والسادسة من التعليم الابتدائي وتربيتهم على ثقافة الاستهلاك استنادا على تقديم دروس في هذا الشأن واعتماد أسلوب التحوار مع التلاميذ.
وأشرف على هذا اليوم التوعوي عددا من المسؤولين والأخصّائيين من المعهد الوطني للاستهلاك ونظيره للتغذية والتقنيات الغذائية بالاشتراك مع الوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات وكذلك الجمعية المغاربية للسلامة الصحية للأغذية إلى جانب مشاركة مدير المدرسة الذي يمثّل الإطار التربوي.
وعن الجدوى من تنظيم هذا اليوم التحسيسي ومزيد التعمّق في مضمونه أفاد المشاركون بما يلي: توجّهنا بسؤالنا عن الجدوى من ذلك ومدى تأثيره على النشء وجاءت إجاباتهم على النحو التالي:
محمد العيد الحمايدي (مدير المدرسة الابتدائية حي حسّان الدندان-منوبة)
قمنا بتنظيم حملة تحسيسية مع التلاميذ وهي فكرة المعهد الوطني للاستهلاك إلى جانب معهد التغذية والتقنيات الغذائية والوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات وتمّت العملية التنسيق مع مندوبية التربية بمنوبة وكانت العملية ناجحة مع استفادة الأطفال بأخذ معلومات شافية وضافية على الاستهلاك كي يصبحوا مواطنين صالحين في المستقبل.
فالطفل فرد في أسرة التلميذ فرد في المدرسة، هو مستهلك للغذاء واللعب وممتلك لأدوات مدرسية متنوّعة، ومن ثمّ فهو في حاجة إلى وجود قدوة استهلاكية، لذا فإن الاهتمام بمراقبة التلميذ وتوجيه سلوكه أمر ضروري حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك، والتربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيما ومهارات واتجاهات معينة، منها الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاك وتوجيه أنماطه الاستهلاكية بحيث يتسم سلوكه الاستهلاكي بالتعقل والاتزان والموضوعية بمعنى أن يكون استهلاك الطفل من المنتجات المختلفة وكذلك الخدمات بالكميات التي تفي باحتياجاته الضرورية دون زيادة أو نقصان.
فساهم الأخصائيون الحضور في تربية سلوك الطفل من خلال الدروس التوعوية والمجال الحواري الذي استطاع حينها تلاميذ السنتين الخامسة والسادسة من اكتساب مهارات معرفية تمكّنهم من كيفية مقارنة المواد الاستهلاكية غذائية كانت أو مدرسية وتوجيه استهلاكهم نحو الأصح من خلال أمثلة ملموسة.
درين الدقّي (مديرة الدراسات وتحاليل واختبارات المقارنة بالمعهد الوطني للاستهلاك)
في إطار المهام الموكولة إليه بالفصل 2 من القانون المحدث للمعهد الوطني للاستهلاك والمتمثل في المساهمة في تنمية إعلام المستهلك وتوجيهه وترشيد سلوكه الاستهلاكي أحدث المعهد قافلة وطنية لتربية الناشئة على الاستهلاك استنادا للاتفاقية المبرمة مع وزارة التربية.
وقع إبرام اتفاقية مع وزارة التربية تحت شعار “قافلة التربية على الاستهلاك”وهي فكرة المعهد الوطني للاستهلاك بالشراكة مع معهد التغذية والتقنيات الغذائية والوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات وكذلك الجمعية المغاربية للسلامة الصحية للأغذية. وتهدف هذه القافلة الوطنية إلى تربية الأطفال على تطوير نمط استهلاكهم وتدريبهم على التربية السليمة وتنمية وعيهم بالمواضيع المتعلقة بصحتهم وبجودة الخدمات المعروضة في السوق والإشهار المعروض في وسائل الإعلام وذلك من خلال تقديم دروس تحسيسية وتثقيفية من قبل خبراء من المؤسسات المذكورة داخل المدارس تساهم في إكسابهم حقائق وقيما ومهارات، منها الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاك.
من الأهداف المرجوّة هي المساهمة في التكوين الجملي للتلاميذ بتدريبهم وتربيتهم على ثقافة الاستهلاك وحثهم على تطوير قدراتهم في هذه المجالات أمّا الأهداف الخصوصية فهي تتمثّل في التثقيف الغذائي من خلال حث الطفل على الاستهلاك الصحي والسليم، ومعرفة كيفية قراءة وفهم التأشير الغذائي للمنتجات، والتثقيف والتوعية الصحية في مجال سلامة الغذاء، والتثقيف الاستهلاكي في مجال الألعاب والأدوات المدرسية…
بدأت هذه القافلة في شهر نوفمبر 2016 وتوجهنا إلى ثلاث مدارس بتونس الكبرى ووقع حط الرّحال اليوم بمنوبة بالمدرسة الابتدائية سيدي حسّان والتركيز أساسا على السنوات الخامسة والسادسة لتنمية النشء الصغير على التربية السليمة وتكوين قدراته وتعريفهم بعدة محاور حول الاستهلاك.
مشروع برنامج القافلة التثقيفية يرتكز على ورشات تنشيطية وتفاعلية لتكوين التلاميذ وتدريبهم على دور المستهلكين، حيث تمّم تقديم أربع ورشات بمعدل ساعة إلى ساعتين حسب محاور متعدّدة مثل تقييم معارف ومكتسبات الأطفال قبل الحصة التنشيطية وتقديم الورشة التطبيقية والتنشيطية والتفاعلية وتوزيع الدعائم و مسابقة في الغرض لتقييم مستوى الإستيعاب عند الأطفال قبل وبعد الحصص المقدمة، تشفع بتقديم جوائز لمزيد حثّهم على تقبل المعلومات وتعتمد هذه المحاور على تشريك الأطفال في فهم وقراءة التأشير الغدائي لبعض المنتوجات من خلال التعرف على المنتوج وتسمية المنتوج وقراءة قائمة المكونات (قراءة قائمة المكونات بدلا من الادعاءات الغذائية كمصدر للمعلومات وإبراز ان المكونات في المنتوج موجودة حسب الترتيب التنازلي للوزن (من الأعلى إلى الأدنى)، ومدّة الصلوحية و القيمة الغذائية (القيمة الحرارية، كميات المواد المغذية في غرام أو مع …) الى جانب تعريف ومقارنة المنتجات مثلا بين الزبدة والمرغارين، وبين الشكلاطة وشبيه الشكلاطة، وبين الجبن الذي مصدره الحليب وشبيه الجبن الذي مصدره الزيت النباتي، وبين العصير والنكتار وشراب العصير، كذلك فهم التأشير الغذائي من خلال تحديد منتجات تحتوي على أقل العناصر الغذائية مثل الدهون والدهون المشبعة أو الصوديوم…) وذلك خلال ساعة تنشيطية تفاعلية ترتكز على أمثلة تطبيقية.
كما قامت كلّ خبيرة وأخصائية من المعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية ومن الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية والبيئية للمنتجات بدورها في التعريف والتوعية والتربية من خلال التحاور وتبادل المعلومات وتشريك التلميذ في الحوار لضمان سهولة استيعابه للمعلومة. ورغم غيابه هذه المرة تقوم كذلك الجمعية المغاربية للسلامة الصحية للأغذية بالتعريف بالقواعد المثلى لحفظ صحة الغذاء باستعمال ٱلية المفاتيح الخمسة لمنظمة الصحة العالمية وتشريك الأطفال في فهم المحاور الأساسية (الحفاظ على النظافة، الفصل بين الطعام النيئ والطعام المطبوخ، طبخ الطعام طبخا جيدا، الحفاظ على إبقاء الطعام في درجة حرارة مأمونة واستعمال المياه المأمونة والمواد الغضة المأمونة) حيث تقوم على امتداد ساعتين بتشريك الأطفال في فهم المحاور كل فريق عمل يتكون من 4 إلى 5 أطفال.
واستعملنا كدعائم للمساعدة على سهولة التعريف وإيصال المعلومة من خلال مجموعة من المطويات التي قام المعهد بإنجازها مثل: تاريخ الصنع والتاريخ الأقصى للاستهلاك أو الاستعمال الإشهار، الألعاب والأدوات المدرسية… وكذلك المطويات المنجزة من طرف الأطراف المشاركة كدليل التغذية للطفل والمراهق المنجز سنة 2016 من المعهد الوطني للتغذية،وكذلك دليل الوصايا الخمس لضمان مأمونية الغذاء (المنظمة العالمية للصحة)، الى جانب دليل الوصايا الخمس لضمان مأمونية الغذاء (المنظمة العالمية للصحة)، إضافة الى جدول أوقات ينصّ على السلوكيات الاستهلاكية سليمة تخص محاور عدة منجزة من طرف المعهد الوطني للاستهلاك.
بالإضافة إلى استعمالنا لوسائل تقنية كجهاز تسليط الصورة على الشاشة لتسهيل إيصال المعلومة للتلميذ.
إنّ وجهتنا هي المدارس الابتدائية بتونس الكبرى في مرحلة أولى (السنوات الخامسة والسادسة إبتدائي)، وسيتم تعميم التجربة في مرحلة ثانية على كامل تراب الجمهورية.
مريم كشك زعايبي (خبيرة بالمعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية)
للغذاء أهمية كبيرة في جميع مراحل العمر إذ ينبغي إكساب الطفل عادات غذائية صحيحة سليمة حتى يكون له أكبر الأثر في اتباع الطفل سلوكا صحيا وغذائيا سويا عند الكبر، كتعويده على تناول جميع الأصناف المطهوة بالمنزل وعدم تفضيله لأصناف معينة والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة والتحضير بالخارج وتبصيره بأضرارها ماديا وصحيا، وتناول ما يحتاج إليه فقط وعدم الإسراف أو التخزين لوقت لاحق وأن يتجنب الآباء دفع مبالغ خيالية لمشتريات أطفالهم لتحرجهم داخل الأسواق.
في توعيتنا للتلاميذ اعتمدنا على الحاجيات الغذائية للطفل وأهمية التوازن الغذائي لدى الطفل ومكانة المعادلات الغذائية لتحقيق التوازن الغذائي والتطرّق إلى نماذج لوجبات متوازنة استمرت ساعة من التنشيط والألعاب وتبادل معلومات بيني كأخصائية في التغذية والتلاميذ.
تدخّلنا في هذه القافلة التوعوية في إطار تعاونية مع معهد الاستهلاك وقد قمنا بحصص توعوية وهذه هي القافلة الرابعة وكل مرة في مدرسة ما.
اقتصر دوري على التوعية في التغذية المتوازنة للأطفال والتركيز أساسا على أهمية فطور الصباح والابتعاد عن العادات السيئة التي اعتادها الطفل في تغذيته مع ذكر أهمّ العناصر اللّازمة لفترة النمو، وترشيد التلاميذ والطفل بصفة عامة على خطورة اللّمجة لأنها تتسبّب في تأخير نموّه لأنها سريعة وغير مغذّية لذا وجب تجنّب اللّمجة والتركيز على تناول فطور الصباح لما يحمله من فوائد على صحّة الطفل ويجعله أكثر قدرة على التركيز في المدرسة ويوفّر فطور الصباح طاقة تدخل الجسم كل يوم وتتوزّع بطريقة و55 % سكريات و30 % دهون و15% بروتنينات، من أجل توفير طاقة الجسم الاستهلاكية بعد انقضاء الليل وخلو المعدة من الطعام الأمر، الذي يجعل تلك الوجبة الصباحية ذات مفعول إيجابي في مجال القدرة على التعلم بشكل أفضل حتى موعد الغداء.
إنّ حصول جسم الطفل على العناصر الرئيسية من التغذية عبر وجبة الفطور تجعل نمو جسمه أفضل من الطفل الذي يؤجل تلك الوجبة إلى أوقات متأخرة أو يعتمد على اللمجة الصباحية، حيث يشعر الجسم بالنقص ويقوم بتخزين الطاقة التي يحصل عليها لاحقا، خاصة الدهون، مما يشكل عنده طبقات من الشحوم وزيادة في الوزن ويبقى شارد الذهن مترددا في الإجابة على الأسئلة التي تطرح في الحصص الدراسية.
واعتمدنا على توزيع كتيّبات صغيرة أعدّها المعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية قسم التكوين والإعلام لمساعدة الطفل على مزيد الفهم بعنوان “دليل التغذية المتوازنة” و”دليل التغذية المتوازنة للطفل والمراهق” هذه الكتيّبات التي تهدف الى تحسيس التلميذ بأهمية التغذية المتوازنة عبر تقديم معلومات عن الأغذية ودورها والنظام الغذائي السليم والمتوازن الذي يضمن تزويد الجسم بكلّ العناصر الغذائية الأساسية لتلبية حاجياته اليومية دون زيادة او نقصان.
ولهذا السبب فإنّ التلاميذ جدّ فرحين لما استفادوه من هذه الحصة خاصة بأسلوب سؤال جواب وتصحيح الخطأ لإيصال المعلومة بسهولة ويسر.
أميرة بن عمارة (خبيرة بالوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات)
مشاركتنا تندرج في إطار الحملة التحسيسية الموجهة للطفل للتربية على الاستهلاك وخاصة في كيفية اختيار المواد المدرسية واستعمالها لتجنّب الأخطار التي قد تنجرّ عنها وتوعيتهم وترشيد لاقتناء هذه المواد المدرسية من المسالك المنظمة والمراقبة وليس من الأسواق الموازية وأن تكون الادوات حاملة للتأشيرة (المصنع، المورّد، التركيبة، المواد المكوّنة لها…) والابتعاد عن المنتجات التي لا تحتوي على هذه البيانات.
كما توجّهنا للأطفال بجملة من النصائح تشمل نظامهم الغذائي ليتّبع أكلات صحية ومتوازنة الى جانب الاستعمال الآمن للأدوات المدرسية وتجنّب وضعها في الفم نظرا لاحتمال احتوائها على مواد كيميائية ضارة أو ما ينجر عنها من اختناق، والاحتراز من اقتناء مواد مدرسية خطرة بعدم اقتناء تلك التي يمكن أن تتسبب من حيث الشكل أو اللون أو الرائحة في خلط بذهن التلميذ بينها وبين المواد الغذائية مثل ممحاة في شكل غلال أو حلوى كذلك لصاق معلّ في شكل رضّاعة أو قارورة مشروبات، إذ لا بدّ من اقتناء اللّصاق المؤشّر عليه :”مادة لاصقة معدة للاستعمال المدرسي والمكتبي خالية من المواد العضوية” وكذلك بالنسبة للممحاة في اختيار ممحاة بلا رائحة ولا لون وحاملة للتأشيرة.
وتوعيتنا كانت من خلال دروس تحسيسية عن الأخطار الصحية المرتبطة بالمواد الكيميائية الممكن تواجدها بالأدوات المدرسية من أخطار صحية حينية كالتهيّج الجلدي والالتهابات والاختناق، وأخطار صحية بعيدة المدى والتي تظهر بفعل التراكمات كأمراض الحساسية والربو وأمراض أخرى خطيرة كالسرطان والفشل الكبدي والكلوي والعجز الذهني…
فكانت الحصة مع التلاميذ تنشيطية تثقيفية تفاعل فيها التلاميذ وكلّنا رجاء أن تكون المعلومة قد رسخت بأذهانهم لتكون رسالة للأولياء بعدم اقتنائهم لأدوات مضرة لصحة أطفالهم.
هاجر عزّوني