كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الفساد في المجال الطاقي و تعددت الاتهامات على وجه التحديد للمؤسسة التونسية للأنشطة البيترولية “” و كانت هذه الاتهامات تتمحور خاصة في مجال التنقيب عن النفط و الآليات المتاحة بهذا المجال.
المؤسسة التونسية للأنشطة البيترولية مهامها و أنشطتها
هي مؤسسة عمومية ذات صبغة صناعية و تشرف هذه المؤسسة على استكشاف و انتاج البيترول و الغاز و السهر على مصالح الدولة في هذا المجال و تهدف بالأساس إلى إعادة بناء و تطوير المخزون الوطني من المحروقات و توفير المواد البترولية و ذلك بكلفة مناسبة و آمنة و من أهم أنشطتها الاستكشاف و الانتاج و تسويق البترول الخام
مشروع التنقيب عن غاز الشيست
الغاز الصخري أو غاز الشيست هو مشروع جاري النقاش فيه من قبل المؤسسة التونسية للأنشطة البيترولية و لكن هذا المشروع أثار جدلا كبيرا داخل الأوساط الاجتماعية و الاعلامية نظرا للشائعات المسربة حول مخاطره على البيئة و المحيط و سلامة الانسان من جراء هذا الغار .
طرحت المؤسسة التونسية للأنشطة البيترولية بالشراكة مع شركة شال العالمية مشروع التنقيب عن غاز الشيست داخل المجلس التأسيسي و لكن لسوء استعمال السلطة من قبل هذا المجلس أو لجهله بأهمية هذا المشروع و مدى عائداته المالية على الاقتصاد التونسي أو ربما لأسباب خفية أخرى أو لعلها املاءات خارجية تم رفض هذا المشروع المهم لتونس و لإقتصاد تونس و لمكانة تونس الدولية .
فماهي حقيقة هذا الغاز الصخري و لماذا تسمح الولايات المتحدة الأمريكية و كندا و السويد و بولونيا و الجزائر مثلا باستخراج الغاز الصخري إلى درجة أنه يمثل حوالي ربع انتاج الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي و لا تسمح الحكومة التونسية بتنفيذ هذا المشروع مع العلم أن بلادنا غنية بما فيه الكفاية من هذا الموروث الطبيعي ؟
مع العلم أن المؤسسة التونسية للأنشطة البيترولية و في شخص السيد ياسين المستيري المدير المركزي للانتاج قد أكد ل” الخبير ” أن هذا الغاز طبيعي له نفس مكونات و خصائص الغاز المصاحب لغاز البترول أو الغاز الموجود في المكامن التقليدية و يتكون هذا الغاز من هيدروكربونات و يحتوي أحيانا على بعض الشوائب مثل ثاني أوكسيد الكربون أو الغاز الكبريتي مثله مثل الغاز المستخرج من الآبار التقليدية و يسمى الغاز الطبيعي أو الزيت الخام الموجودين في صخر الشيست و المعروف بغاز الشيست أو زيت الشيست أما الشيست بحد ذاته فهو صخر طيني ترسبي ذو مسام و هي الفراغات الصغيرة بين حبات الصخر و المسام في الشيست منعدمة النافذية أي أنها غير مرتبطة ببعضها فالغازات و السوائل في هذه المسام لا تنساب خارجها و هنا يكمن الفرق بين غاز أو زيت الشيست و الغاز الطبيعي و زيت البيترول الخام اللذان يتواجدان في صخور مسامية ذات نافذية و تكون هذه الصخور في طبقات معزولة عما فوقها و تسمى المكامن .
و هنا نلاحظ بطبيعة الحال أن الفرق بين غاز أو زيت الشيست و الغاز الطبيعي الخام لا يكمن في محتوايات الغاز إنما الفرق بينهما يكمن فقط في مكان تواجد الغاز .
لذا فإن الشائعات المسربة عن كونه غاز خانق أو غاز قاتل أو أنه غاز ضار بالبيئة أو أنه هناك آثار جانبية لعملية استخراج هذا الغاز قد تتسبب في زلازل بطول المدة لا أساس لها من الصحة حسب ما أفادنا به السيد ياسين المستيري
فهل سيتم فتح هذا الملف من جديد داخل المجلس التأسيسي الذي ستفرزه انتخابات أكتوبر 2014 ؟ و هل سيتم أخذ القرار الصائب في هذا الخصوص ؟ كل هذه التساؤلات قائمة الذات في الأيام القليلة القادمة و في مستقبل المجال النفطي في تونس الغد .
مشروع حقل نوارة للغاز
يندرج مشروع حقل نوارة للغاز ضمن برامج الشراكة القائمة بين شركة ” أو أم في ” النمساوية و المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية و يتوقع البدء في انتاج الغاز من حقل نوارة للمرة الأولى في 2016 و سيبلغ انتاج الحقل حوالي 10 آلاف برميل من المكافئ النفطي يوميا هذا و قد حصل المشروع على كافة الموافقات الحكومية اللازمة كما أن هذا المشروع يمثل مشروع البنية التحتية الاستراتيجية الرئيسية لتونس و سوف تستمر أعمال البناء من سنتين إلى ثلاث سنوات و سيخلق هذا المشروع حوالي 200 فرصة عمل دائمة بالإضافة إلى عدة مئات من فرص العمل خلال مرحلة التشييد و يمثل هذا المشروع بالنسبة للشركة النمساوية و للمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية جانبا كبيرا من استراتيجية النمو في تونس و تمشيا مع هدفها في النمو و تحقيق توازنها على الساحة الدولية .
حقول الغاز الطبيعي في صفاقس
حقل ميسكار من أهم الحقول الغازية في صفاقس إذ ينتج قرابة 10 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا و يغطي نسبة 60 في المائة من الحاجيات المحلية و تتكفل شركة ” بريتش غاز ” بالتنقيب و استخراج و بيع الغاز في هذا الحقل المتواجد على ضفاف البحيرة لمنطقة صفاقس منذ سنة 1992 هذا و تعتبر الشركة التونسية للكهرباء و الغاز حريفا مميزا لهذا الحقل.
قامت المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية مؤخرا بتنظيم زيارة إلى حقل ” ميسكار ” و حقل ” صدربعل ” و ذلك إيمانا منها بمصداقية و حرية الاعلام في تونس .
و تمت متابعتنا لجميع مراحل الإنتاج في هذين الحقلين بمرافقة فريق من المهندسين التونسين في اختصاصات متعددة و من بينهم السيد وحيد موالى الذي أبرز لنا كيفية سير العمل في شركة ” ب ج تونس ” و مما لاحظناه جيدا خلال هذه الجولة هو اهتمام المؤسسة و حرصها على السلامة المهنية و الصحية لفريق العمل باتباعها لسلسة من القواعد المهنية و لتطبيقها الفعلي للقوانين الداخلية للشركة في هذا المجال .
هذا و قد قمنا بزيارة إلى غرفة التحكم أو غرفة المراقبة لحقل ” ميسكار ” و قد قام الفريق المتميز من المهندسين التونسيين في مجال البترول بتعريفنا بكيفية المراقبة و كيفية سير العمل في الحقل و تعتبر المهنية و الكفاءة التونسية أهم ما تجلى لنا ملاحظته في تلك المرحلة هذا ما يزيد تونس فخرا بأبنائها و كفاءاتهم المهنية و سهرهم الدائم على سلامة الحقل و تقدم الانتاج و جودة المنتوج .
و قد تطرقنا في هذه المناسبة إلى كيفية مراقبة العداد المخصص للشركة التونسية للكهرباء و الغاز إذ أنه يتم تسجيل كمية الغاز التي تمتعت بها الشركة كل ساعة تقريبا هذا و قد أكد السيد وحيد موالى أنه يوجد عدادان لاحتساب كمية الغاز الموجه للشركة التونسية للكهرباء و الغاز الأول تحت رقابة شركة الكهرباء و الغاز و الثاني تحت رقابة ” ب ج تونس ” كما أنه يتم مراقبة هذين العدادين من قبل السلطات المعنية بالأمر مثل الديوانة و وزارة المالية و غير ذلك و هذا بالأساس لتفادي أي لبس أو خطأ فني و هذا طبعا تحت شعار الشفافية و المصداقية للشركة .
حنان العبيدي