إن ما يمر به الجنوب التونسي من مآسي ينذر بناقوس الخطر على البلاد بأسرها فبالإضافة إلى ما يعانيه من تهميش يصلنا اليوم نبأ جديد و هو أن الحامة و قابس تعاني من انتشار حالات الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي صنف “” المعروف ” ببوصفير ” في منطقة وادي النور من معتمدية الحامة
إذ أوضح رئيس قسم التحاليل الطبية بالصحة العمومية بالحامة السيد بوبكر الفارسي في تصريح إذاعي أن الحصيلة قد ارتفعت مؤخرا إلى 300 حالة بسبب شرب المياه الملوثة.
و نظرا لهذه التطورات الأخيرة قرر بعض المحامين و منهم الاستاذ فتحي غريبي مقاضاة السلط المعنية بالأمر إذ خصنا هذا الأخير بالحوار التالي :
ما سبب انتشار هذا المرض المعدي ؟
السبب الوحيد في انتشار هذا المرض هو أساسا تقصير الدولة و اصرارها على التهميش و الاهمال وعدم احترام حرمة المواطن و تعد هذه الأسباب عامة و تتمثل الأسباب الخاصة في عدم المراقبة الدؤوبة و المستمرة من قبل الديوان الوطني للتطهير و عدم توفر الماء الصالح للشراب و انقطاعه المتواصل أن وجد.
لمن تحمل المسؤولية بصفة عامة ؟
إن كل السلط بمختلف مجالاتها مسؤولة عن ما يحدث اليوم في الجنوب التونسي من ذلك رئاسة الحكومة و وزارة الصحة العمومية و السيد والي قابس و وزارة البيئة و التنمية المستديمة و الشركة لتونسية للاستغلال و توزيع المياه و الشركة التونسية للكهرباء و الغاز و الديوان الوطني للتطهير الذي يستخلص الآداءات بدون وجه حق
كل هذه الهياكل و غيرها من ذوي الصلة مسؤولون عن الكارثة التي تطال الحامة و قابس في الجنوب التونسي و خاصة الأطباء و مختلف هياكل وزارة الصحة لأن هذا المرض بدأ في الظهور في المنطقة من أوائل أفريل و لم يقع الاعلام عنه من قبل والي قابس الذي من مشمولته و مسؤولياته الأساسية السهر على سلامة و صحة المواطن
كما أن هناك عوامل تعود بالأساس إلى سوء تدبير ففي منطقة ” بوشيمة ” مثلا توجد محطة تطهير بالقرب من تجمع سكني و مدرسة ابتدائية و طبعا هذه الروائح المنبعثة من هاته المحطة ستأثر حتما على صحة المواطن هذا إلى جانب أجهزة مهملة و آبار متعفنة.
كل هذه المآسي طبعا تلازمها عديد الجوانب السلبية الأخرى فلا توجد لا خدمات … لا تنمية و لا فلاحة … كيف للحكومة أن تكافئنا على صبرنا هذا فالوباء هو خير مكافأة.
مركز لمعالجة السرطان في الحامة :
كان هناك مشروع مقترح من قبل جملة من المستثمرين الأجابن و ثلة من الأطباء في تونس و بعض المستثمرين من أهل المهنة حول انجاز مركز لمعالجة السرطان في الحامة و طبعا عرض هذا المشروع على اللجان المتخصصة و كان مآله الرفض و لم يكن الرفض مبررا و بالتالي نلاحظ تناقض كبير في تصريحات الحكومة المتمثلة في حرصها على جلب المستثمر الأجنبي و تفعيل الاستثمار و بين مواجهتها لبعض المشاريع الاستثمارية بالرفض.
مع العلم أن مشروع مركز لمعالجة السرطان في الحامة كان سيؤدي بالخصوص إلى نقلة نوعية للمنطقة خاصة و أنه حسب معلومات موثوقة فإن منطقة غنوش التابعة لولاية قابس قد سجلت 15 حالة وفاة و لكن هذه المرة تتمثل صفة الفيروس من ” صنف ” و هذا الصنف يؤدي إلى الموت الحتمي لا قدر الله .
نرجوا من الحكومة الحالية أن تتربص في قراراتها و أن تحكم ضميرها بأن تسارع في الاهتمام بهذه المناطق المنكوبة و المحرومة سابقا و المعدومة حاليا
في الختام لن نتراجع و نسكت عن حق الجنوب في التنمية و العيش الكريم و حقه في الحياة و سنواصل و نسير قدما في القضية العدلية ضد كل من ساهم من بعيد أو من قريب في هذه المآسات و الكارثة الصحية .
حنان العبيدي