ككلّ الصفاقسية يعتبر منصور معلّى أن صفاقس همشت لعقود بطريقة ممنهجة و متعسفة لا لشئ إلا لتميز النسيج الإجتماعي في هذه الولاية بكثرة المستثمرين في المؤسسات الإقتصادية و التجارية مما جعلها عاصمة الإقتصاد بإستحقاق و للتمرّد على سياسة التهميش كان حلم كل سكان صفاقس تأسيس شركة جهوية تهتم بالتنمية يموّلها الأهالي أي «زيتهم في دقيقهم»وهذا ما سعى إليه السيد منصور معلّى وإبنه الروحي المنصف خماخم الذي بادر بتحقيق هذا الحلم عبر بعث شركة بألف مليار كلها متأتية من مستثمرين صفاقسية مهتمة بالتنمية وهذا مايترجم ماعرف به أو ماأتهم به سابقا من تغلّب النزعة الجهوية لديه على النزعة الوطنية مما جعله يتعرض إلى هرسلة طيلة فترة التسعينات إذ لفقوا له تهمة محاولة زعزعة النظام بتكريس الجهويات مما يزرع الفتنة داخل المجتمع الواحد ،وبعد ثورة 14 جانفي عمل منصور معلّى جاهدا على تأكيد هذه النزعة وإعلانها و العمل على عدم إكتفاء الولاية بصفة عاصمة الجنوب بل سعى إلى أن تكون مشعة على كامل الوطن من خلال إحياء مطار صفاقس و بعث شركة طيران لها صفة جهوية زد عليها الدراسات الفنية لمشروع مترو صفاقس إضافة إلى البصمة الواضحة له في مشروع المنصف خماخم «صفاقس تحلم»وهذا ما رصده الجامحون و الطامحون للسلطة في بلادنا حيث إستشرفوا ما تطمح إليه الولاية من لعب دور وثقل سياسي بعد دورها الإقتصادي مما جعلها قبلة السياسيين على إختلاف ألوانهم وأطيافهم وإنتماءاتهم مراهنيين على ثقلها الديمغرافي و مجتمعها الحي و المتحرك فبعد زيارات كوادر النهضة و حليفها مصطفى بن جعفر التي تلتها زيارة محمد الحامدي وإطارات حزب التحالف الذي نظّم إجتماعا شعبيا أردفه بمجلس وطني جاء دورالحزب الجمهوري حيث حلت أمينته العامة ميه الجريبي مرفوقة بعصام الشابي للتمهيد لإفتتاح الحملة الإنتخابية كما حصل سابقا ولم تفوت الجبهة الشعبية الفرصة إذ تعددت زيارات حمة الهمامي أخرها رفقة أحمد الصديق لعقد إجتماع شعبي،مما جعل صفاقس تبدو ركيزة ثابتة في كل تحرك إنتخابي وقلب نابض لإستقطاب الناخبين فهل يتحقق حلم صفاقس و تصبح أكثر من عاصمة إقتصادية كما يحلم منصور معلّى؟