أثار بث حصّة « حوس تفهم « بتاريخ 18 نوفمبر 2011 على قناة الجنوبية حول موضوع ردة فعل التونسي حول عودة بن علي ضجّة كبيرة.
مقاربة الحصة هو البحث عن سؤال غير واضح و غير منتظر يوجه لعيّنة من التونسيين و استخلاص مدى ردّة فعل المستجوبين.
و بما أن تعاملي مع قناة الجنوبية تم على أساس اتفاق مسبق يقضي باستقلالية القناة عن الحزب الذي يرأسه صاحبها السيد محمد العياشي العجرودي و عن بقية الأحزاب الأخرى المتواجدة على الساحة الوطنية و هو ما يضمن استقلاليتي الشخصية في عملي الصحفي .
إذن على هذا الأساس انطلقت أعمل في قناة الجنوبية و في هذا الإطار بالذات جاءت فكرة التوجه بسؤال إلى عيّنة من التونسييين تتمثل في « ماهي ردة فعلتك إذا رجع بن على ؟ « و قد تم استجواب عشرة تونسيين اثنان منهم كانا متحفظين و ثمانية باقين أعربوا عن ترحيبهم بفكرة عودة بن علي و منهم من ذهب بالقول :» إني سأنتخب بن علي لو عاد ليحكم تونس «
طبعا أنا تعاملت مع هذا الموضوع بحرفية و تركت المجال إلى المستجوب للإجابة عن السؤال دون أي تأثير و الأجوبة لا تلزمني شخصيا كصحافي مستقل حريص على استقلاليته و كل مواقفي بعد 14 جانفي 2011 تدل على ذلك .
و أنا أفتخر أنني كنت على أعمدة جريدتي أول من فضح عملية اتلاف أرشيف وزارة الداخلية و أحيي هنا البطل الوطني سمير فرياني الذي كنت كذلك أول من فضح عملية اختطافه .
كما كنت كذلك أول من بادر باطلاق مبدأ المصالحة على أساس معرفة الحقيقة « الإعتراف بالذنب « قبول العقاب « و المصالحة عن طريق آلية العدالة الإنتقالية .
و كنت ناضلت و لازلت أناضل من أجل معرفة حقيقة ما جرى بين 14 و 18 جانفي 2011
مع التأكيد أن حصّة « حوس تفهم « التي تناولت موضوع بن علي اطّلعت عليها قبل بثها و كانت قراءتي لها أنها تمثل رسالة إلى السياسيين التونسيين بمختلف مشاربهم حكاما و معارضة بأنهم هم المسؤولون أولا و أخيرا عن حالة اليأس التي أصبح عليها التونسيون خاصة و أنه لا يقبل عاقلا أن بن علي سيعود يوما إلى الحكم
و إلى كل الجالسين على الربوة همهم الوحيد التشكيك في حسن النوايا أسأل بدوري « ماذا يمكن للصحافي أن يضيف إذا لم يصدع بحقيقة ما أو يبحث عن جواب لسؤال يمكن أن يخفى على بقية العامة لاستطلاع و استجلاء الحقيقة « ؟
لكل هؤلاء أؤكد و أعيد التأكيد بأن السؤال الذي طرح في الحصة المذكورة هو نتيجة لما يدور في الشارع التونسي و ما أصبح متداولا لدى عامة الناس من أسف على أمن و استقرار كان سائدا قبل 14 جانفي و فقد منذ 15 جانفي 2011 و لم يقدر أي سياسي حاكما كان أو معارضا و على أي معلق في مختلف قنواتنا المحترمة أن يعيده إلى البلاد .
و قد علمت لاحقا أن إحدى القنوات التلفزية قامت بإنتاج كامرا خفية لبث نبئ إذاعي عن طريق مذياع سيارة تاكسي مشغولة بحرفاء مفاده أن بن على قد رجع و لمّا كانت ردّة فعل الراكبين مهللة بالنبأ و نظرا للظروف التي كانت تعيشها تلك القناة تخلت عن فكرة بث تلك الحصّة .
ختاما لا أعتقد أن هناك من يمكنه المزايدة على عبد اللطيف بن هدية في ما يتعلق باستقلاليته و وضوح مواقفه و حتى علاقته مع قناة الجنوبية لم تقم على معرفة سابقة أو لاحقة مع صاحبها السيد محمد العياشي العجرودي بل هي علاقة قامت عل اتفاق بيني و بين وكيل الشركة لا أكثر و لا أقل .