« كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته » ( حديث شريف )
إن المتصفح سيرة الأنبياء و الرسل ليلاحظ بأن جلهم كانوا رعاة قبل أن يتولوا قيادة الناس و الخروج بهم من ظلمات الشرك إلى أنوار الإيمان و تربيتهم ليتركوا سلوكياتهم المشينة ويتعلموا قواعد العيش المشترك في أمن و سلام ومحبة وطمأنينة….
أما رعاتنا اليوم فبرامجهم و اجنداتهم تملي عليهم توخي استراتيجيات أخرى و تكتيك مختلف لأن مراعيهم موجودة في عبقر أرض الجن والسحرة و المردة. فهم إذاً رعاة عباقرة يعرفون كيف يستغل الخوف الكامن في قطعانهم وكيف يمكن تحويله إلى كراهية تضع في نفس المقام الذئب و الخروف المنتمي لقطيع آخر. و لذلك هم يتجنبون تحديد ملامح العدو المشترك لكي يصبح الكل عدو الكل وعندها يسهل التحكم في كل القطعان.
إن «تقارب» شيخا الطريقتين أدخل الدهشة على البعض من اولادهما الذين كانوا يظنون أن العداء بالغ مبلغه وحير بعضاً آخر من الذين يصعب عليهم فك شفرة «البوليتيك»، أما البقية فحالها يستحق التعاطف والشفقة فهي كالذي باغتته خيانة اجبرته على إخفاء وجهه ليس من الحياء و انما لكي لا يرى الناس أنه أصبح من المقرونين….
*******************************
كثر الذواق ينقص من البرمة و كثر الكلام ينقص من الحرمة وفرة تصريحات السياسيين وردودهم على بعضهم البعض تفقدهم، يوم بعد يوم مكانتهم ومصداقيتهم.
كثرت العمومة في السنين المشومة
إزدهار سوق السياسة مكنت من بروز أنماط و أشكال لم نعهدها من قبل يقولون أنهم منا و إلينا
كل الجمال تتعارك إلا جملنا البارك
الكل يتصارع مع الكل وجمل قرطاج ( الغير بعيد عن الصفصاف ) ما زال بارك… و لما يسأله بعضهم هل أنه
قادر على حمل كل ما يوضع على ظهره من مشاكل يكتفي بالرد : ثقلها على الأرض