انطلقت مؤخرا فعاليات مهرجان قرطاج الدولي في دورته التاسعة و الأربعين انطلاقا من 12 جويلية الجاري إلى غاية 17 أوت المقبل تحت إشراف هيئة المدير السيد مراد الصقلي الذي فاجأنا بتقديم استقالته بعد عرض الحضرة التي تم رفضها من قبل وزير الثقافة، رغم ما لقيه برنامج هذه السنة من استحسان و جرأة خاصة في عروض مسرحية جريئة و ترتقي إلى مستوى مهرجان قرطاج الدولي باعتباره من أبرز المهرجانات العربية و العالمية و أعرقها و الصعود على ركحه يعتبر أرقى درجات النجومية.
و قد لاحظنا اعتماد لجنة التنظيم على بطاقات دخول باهضة التكلفة في شكل بطاقة مغناطيسية مماثلة لبطاقة سحب الأموال مصنوعة من البلاستيك السمكيك و مشفرة لا نشك في تقنياتها العالية… و لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا الالتجاء لمثل هذه التقنيات المكلفة في التزود من بطاقات كتلك (و التي تعتبر متعددة الاستعمالات) في حين يشتكي مهرجان قرطاج هذه السنة من ظروف مالية صعبة كادت تصل حد العجز؟ و لماذا لا يتم الاعتماد على تذاكر ورقية مرقمة؟
و حاولنا معرفة التكلفة المالية لهذه البطاقات بعد معرفتنا المزود الأساسي لها و هو “شركة بطاقة” المملوكة للسيد زياد التلمساني فاتصلنا بالسيدة جهان التركي ممثلة خلية الاعلام التابعة للمهرجان و التي تقوم بعمل كبير و جبار في التنظيم و الاحاطة بالصحافيين و محاولة توفير المناخ الطيب “لمرآة الشعب و عين الواقع” و أكدت لنا انه ليس لها أي علم بالتكاليف المالية التي طلبها المزود و أكدت أن عملها يقتصر على مد الصحافيين بالبطاقات و محاولة التنظيم و التنسيق مع الاعلاميين… فكم يا ترى كلّفت هذه البطاقات ميزانية المهرجان المترهئة أصلا؟
صفاء الرمضاني