لا شك أن رمضان زمان يختلف عن رمضان اليوم في مدينة طبرقة و خاصة في فصل الصيف هذا إذ أن رمضان في هذا الفصل كانت له نكهة تختلف تماما عما هو عليه اليوم منذ سنوات خلت .
سابقا عند إقتراب موعد الإفطار الذي يحل على دوي المدفع الذي افتقدناه اليوم تعد مختلف العائلات ” الطبرقية ” أكلات الإفطار التي تتكون أساسا من شربة الشعير و شربة القمح و الكسكسي و خبز الطابونة و الخبز الرقيق و تجلس العائلة على حصير واحد على شاطئ البحر و تراها تترقب ” ضربة ” المدفع لتعلو معها فرحة الصائمين مقترنة بفرحة صغارنا و حسب حديث بعض المتواجدين وقتها أن الخير كان ” بزايد ” و خاصة السمك بما أن طبرقة مدينة ساحلية فينطلق الشواء لأنواع مختلفة من السمك حتى يخيل للزائر أن موائد الإفطار موائد أعراس و تستمر السهرية حتى موعد السحور .
كل هذه الأجواء المليئة بالفرح و السعادة تجعل من هذه المدينة الرائعة بالمناضر الخلابة مقصدا للسائحين من شتى بلدان المعمورة حيث السهول و الجبال الخضراء و العيون و الآثار و الشواطئ الرملية و حياة البحر المتنوعة من أسماك و الأعشاب المرجانية و الدلافين و كذلك تنوع الحياة البرية واعتدال الطقس على مدار السنة .
مدينة يمكنك أن تجد بها الكمال ” تشتكي ” اليوم من قلة السياح سواء السياحة الداخلية أو السياحة الخارجية فهل يكمن الإشكال في الموطن التونسي الذي لم يعد يفضل السياحة الداخلية ؟ أم أن الإشكال في البرنامج السياحي الذي لم يعد يرتقي إلى تطلعات المواطن التونسي و السائح الأجنبي على حد السواء ؟
على الرغم من المكانة المتميزة التي يحظى بها القطاع السياحي و النقلة النوعية التي حققها في الفترة الاخيرة فإنه لم يحقق إلى حد الآن الأهداف المرجوة منه و يرى المختصون في هذا المجال الحاجة إلى مزيد دعم القطاع السياحي بتوفير المزيد من المراكز التنشيطية و الترفيهية على غرار حدائق الألعاب و المنتزهات و المتاحف البحرية بما يسهم في تفعيل الحركة السياحية كما يحتاج هذا القطاع في الجهة إلى تكثيف الجهود من أجل ترويج و تسويق المنتوج السياحي خاصة في ما يتعلق بالصيد البحري و الغطس و الرحلات البحرية و السياحة الاستشفائية بما يمكن من استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح المولعين بهذا النوع من السياحة .
كما يجب أن تتجه الجهود نحو دعم السياحة الثقافية و ذلك بتركيز فضاءات تختص بالآثار و بالفنون و العادات التقليدية و ذلك لإعطاء القطاع السياحي في الجهة انتعاشة جديدة . و يأمل مثقفو المنطقة و أهلها أن يتم تأسيس مهرجانات ثقافية عالمية مثل مهرجان الجاز و مهرجان الصالصة و برمجتها بصفة مبكرة قصد ترويجها و تسويقها في الوقت المناسب خاصة أن منطقتي طبرقة و عين دراهم تشكلان وجهة جذابة للسياح حيث تزخر هذه المنطقة بامكانيات طبيعية متنوعة و متكاملة تتكون من البحر و الغابة و المواقع الأثرية و المحميات الطبيعية و المياه الساخنة مما يجعل من القطاع السياحي رقما مهما في تحقيق الانتعاشة الاقتصادية المأمولة بالجهة .
حنان العبيدي