عندما نعود اليوم لتقييم الأوضاع بعد 14 جانفي 2011 نجد أن الثورة استولى عليها عدد من الاحزاب و صنعت قادة جدد في مواقع متعددة و نواب في هيكل متمثل في المجلس التأسيسي طالب اعضائه الذين كلفوا بكتابة الدستور بحق التقاعد و التمتع بإمتيازات… في زمن تواصلت فيه المطالب و تفاقمت فيه الازمات… و بقي الفقير فقيرا بل زاد بعضهم فقرا و اصبح متوسطي الحال الذين كنا نفتخر بنسبة تواجدهم على الساحة الاجتماعية على حافة الفقر… لقد طال الانتظار و أصبح الوضع ينذر بالخطر و بقيت الحرقة في قلوب أبناء الوطن المخلصين لمبادئ الكرامة الاجتماعية و المطالبة بالتشغيل… حالمين بغد أسعد و بحكومة توفر لهم العيش الكريم و الحق في التعويض لما افتقدوه ماديا و معنويا و ما حرموا منه طيلة قرابة 60 عاما من خروج المستعمر الفرنسي…
أمام هذه الظروف و إيمانا منا بأن التونسي لا يبخل عن تقديم العون لأخيه المحروم في مناطق، نقترح كإجراء عاجل توظيف أداء خاص و لما لا استثنائي لفترة بعض السنوات على عبور العربات بمختلف انواعها و أصنافها بكل طريق سيارة لفائدة صندوق “الكرامة” مثلا يوفر المال للطبقة الاشد فقرا بتوفير المسكن و الملبس و منحة لسد رمق العيش و لما لا مشاريع صغيرة في مناطقهم حتى يتم التصدي لظاهرة النزوح الغير منظم و الغير تقليدي و هذا لعمري أمر يمكن تحقيقه و قد حدث مثله حتى في دول شقيقة.
ختاما نقول لكل من يريد الخير لهدا البلد ان المبادرات عديدة و ان الاحزاب التي يتكالب جل المنتمين لها، على السلطة فقط أنه عليهم التحرك لفائدة توفير العيش الكريم لأخوة لهم صنعوا ثورة و لا زلوا لم ينعموا بثمارها في وقت أن هناك من يترصد لسرقتها خدمة لمصالح اجنبية و جهات ماكرة تسعد عندما تبقى بلادنا تتخبط في الفقر و الحرمان كما يحدث في جل الدول الافريقية… و هذا عاينته شخصيا.
مرشد السماوي